فتح الله رضوان يكتب : محافظ اسوان السابق ” فى الحزن مدعية…وفى الفرح منسية “
في الحزن مدعية..وفي الفرح منسيه” مثل شعبي شهير..ينطبق على اللواء مصطفى السيد محافظ أسوان السابق، حيث اننا فوجئنا بعدم حضوره في الاحتفالية الكبرى التي أقيمت بمحافظة أسوان صباح اليوم الاثنين، لتسليم التعويضات لمتضررى أهالى النوبة من بناء السد العالى، عدم حضور المحافظ السابق في مثل هذة الاحتفالية آثار تساؤلات الكثيرين من أبناء شعب أسوان، كيف لرجل تحمل مسئولية كبيرة وكان جديرا بها ومحلا للثقة طوال فترة رئاسته، بل وكان سببا رئيسيا في تفعيل وتنشيط ملف القضية النوبية؟!.. الرجل الذى أحبه النوبيين خاصة وشعب أسوان عامة، ليس لشخصه بل لدوره الفعال ولمجهوداته المشهودة وإنجازاته الكبيرة في المحافظة طوال فترة توليه منصب المحافظ. اللواء مصطفى السيد محافظ اسوان الاسبق فيعتبر المحافظ رقم 16 فى تاريخ محافظى أسوان. واننى اكتفى بالحديث عنه لانه أول محافظ يهتم بملف النوبة ويتخذ خطوات جادة نحو القضايا التى أصابها الصدأ بفعل دهر الزمن والإهمال.
فإننا والحمد لله أسجل أننى لم اطلب شيئا شخصيا من محافظ سابق ولن اطلب شيئا من محافظ حالى. ما دفعنى إلى الكتابة هو أن هذا الرجل يمثل طرازا فريدا من المحافظين، طراز لن يتكرر فى تاريخ أسوان. ومن أروع ما عرفت عن هذا الرجل أنه تخرج فى مدرسة العسكرية المصرية العريقة فى عام 1970م حيث تولى العديد من المناصب القيادية منها رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة وقائد الجيش الثانى الميدانى وشارك فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر.
لعل من أهم الدروس التى تعلمها الرجل فى هذه المدرسة هى الوفاء. والإخلاص وربما يعتقد القارئ أننى اكتب كلاما مرسلا واتدرج من خلاله إلى قلب هذا الرجل وألهدف بزغزغة عواطفه و إنعاش سريرته وأن هذا الحديث لا علاقة له بالواقع وفى ظنى فإن القارئ معذور لأننا نعيش فى عصر لا صلة له بتلك الكلمات الطيبة والمعانى الوهاجة . ولايخفى عليكم بأن اللواء مصطفى السيد لم ينسى زملاءه وأصدقاء له فى المراحل الدراسية ، والتحق بمدرسة النهضة النوبية مع بعض أبناء اسوان والنوبه بالإسكندرية …. ففور بداية توليه أمور المحافظة لم يضع وقتا فى البحث عنهم ولم يهدأ باله حتى وجدهم وكان سعيدا برؤيتهم
واللواء مصطفى السيد يحظى بشعبية جارفة فى الشارع الأسوانى حتى الان والدليل على ذلك اثناء حضوره فى العيد القومى للمحافظة منذ ايام قليلة ..توافدت القيادات الشعبية والتنفيذية السابقين وبعض المواطنين من شعب اسوان بمقر إقامته للسلام عليه وترحيبهم بسيادته ……………..
يقول الطنطاوي رحمه الله:
لا تعامل الناس في العواطف بمقياس البيع والشراء ولا بميزان الربح والخسارة، بل عاملهم بالكرم والجود.
اجعل من يراك يتمنى أن يكون مثلك، ومن يعرفك يدعو لك بالخير، ومن يسمع عنك يتمنى مقابلتك.
فمن تعطر بأخلاقه لن يجف عطره.
قيل ليوسف في السجن ..!!
” إنا نراك من المحسنين “
وقيل له وهو على خزائن مصر ..!!
” إنا نراك من المحسنين “
المعدن الطيب لاتغيره المناصب ولا المصائب، فكن محسناً حتى و إن لم تلق ٳحساناً من الناس..
كن محسناً ليس لأجلهم ..!!
بل لأن الله يحب المحسنين