بقلم د.سامية أ بو النصر
عند زيارتى الأخيرة لقناة طيبة الاقليمية (القناة الثامنة ) والتى تقع فى وسط مدينة أســـوان فوجئت بأن الكراسى التى يجلس عليها الضيوف ليست بالشكل اللائق وإمكانيات الاستديو متواضعة الى حد كبير …ولا يوجد سوى سيارة واحدة لو حادثة وقعت سيكون من الصعوبة ان تصل للمكان بسهولة وكذلك لا يوجد سوى كاميرا واحدة للتصوير الخارجى مما يضطر المخرجين للتصوير من أجهزة التليفون المحمول الخاصة بهم وهذا يؤدى الى ضعف الصورة وتكون مهتزة وغير واضحة كما ينبغى ..
هذا الحال ليس فى قناة طيبة وحدها أو قناة الدلتا وحدها أو قناة الاسكندرية وإنما هى شكوى عامة لكافة القنوات فى جميع أرجاء المعمورة.
وشبكة تليفزيون المحروسة هي إحدى الشبكات الإعلامية التابعة لاتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، كانت تسمى في السابق قطاع القنوات الإقليمية، ولقد تم إنشائه لخدمة سكان الأقاليم المصرية المختلفة، وتضم الشبكة ستة قنوات مختلفة هي قناة القاهرة، قناة الإسكندرية، قناة القنال، قناة الدلتا، قناة الصعيد، وقناة طيبة، وتبث القنوات الستة منفصلة على الترددات الأرضية والفضائية، وتقوم الشبكة بدور تنموي يوظف في خدمة تنمية المجتمعات المحلية ومعالجة كافة قضايا ومشكلات المجتمعات في هذه الأقاليم التي يغطيها بث هذه القنوات وذلك بالتعاون مع المحليات وكافة الأجهزة التنفيذية المعنية إلى جانب تبنيها لمختلف الحملات القومية والتنويرية التي تستهدف النهوض بالمجتمعات المحلية..
فمثلا قناة طيبة تغطى أحداث وفعاليات 6 محافظات هى الوادى الجديد وقنا وأسوان والأقصر والبحر الأحمر وسوهاج، وتقدم القناة التى تخدم جنوب الصعيد خطة لتغطية المراسلين لـ 20 تقريرا شهريا من كل محافظة لذا يجب الاهتمام بالقنوات الإقليمية وتظهر قدرة هذه القنوات من خلال التغطية أيام الانتخابات البرلمانية أوالرئاسية علاوة على البرامج التى تغطى قرى ونجوع أسوان والموروثات الثقافية عندهم مثل الزواج المبكر كما تقوم بتغطية جميع جلسات الصلح التى تحدث فى جميع المحافظات الست حيث نجد أكثر المحافظات التى يوجد فيها ظاهرة الثأر هى قنا وسوهاج والأقصر. كما توجد برامج متخصصة مثل برنامج حياتنا تعالج مشكلات المرأة فى الصعيد خاصة بالنسبة للختان وحرمان المرأة من الميراث خيث يعد من الجرم أن تطلب المرأة بحقها فى الميراث فى قرى الصعيد كما تناقش الطلاق ومشكلاته كما يوجد برنامج عن عادات النوبة. كما يوجد برامج تعالج موضوعات متخصصة بالبيئة علاوة على التغطية اليومية لأجهزة الدولة المختلفة. لذا أطالب الهيئة الوطنية للإعلام بزيادة الاهتمام بهذه القنوات ومدها بما تحتاجه من إمكانيات لأنها هى المنوطة بتوصيل الرسائل الخاصة بكل إقليم سواء فى الصعيد أو الوجه البحرى أو مدن القناة وهى المنوط بتوصيل صوت الجمهور فى كل محافظات مصر للمسئولين فى كافة القطاعات لذا هى بمثابة أمن قومى لحماية حدود البلاد.
لأنه إذا لم يشعر هؤلاء المواطنين فى مختلف المحافظات بأن هناك من يعبر عنهم ويوصل صوتهم سيتجهون الى بعض الجماعات المتطرفة التى تتيح لهم بعض التصرفات المباحة.
ولا ننسى ما قاله أبو على الحسين بن سينا ” حياة قصيرة غنية بالعلم والم سيرة والعمل خير عندي من حياة طويلة خاوية من هذه المتع الثلاث ينحني في خاتمتها الظهر ومسير صاحبها على ثلاث. ولا ينبغي لعالم أن يبقى شيئا من العلم في نفسه ولايدونه في كتاب قبل أن يلقى وجه ربه”.
