جريمه هزت اسوان… ننشر تفاصيل القاء طفل داخل عجانه
كتبت : راندا خالد
تشتهر محافظة أسوان، بميزات عديدة خلاف المحافظات الأخري ومن أبرزها ” الطيبة والكرم وحسن الاخلاق”، ما يجعل جميع الطوائف الاخري يلجأون إلى تلك المحافظة لحسن سيرتها ويطالبون بعمالة من تلك المحافظة.
ولكن شهدت تلك المحافظة في الآوان الأخيرة، عمليات إجرامية عديدة، وآخرها إلقاء طفل داخل “عجانة بمخبز فينو”، لأول مرة تحدث داخل عاصمة الشباب الإفريقي، ما أثار غضب الجميع وأصبح حديث الشارع الأسواني، خاصة بعد إصابة الطفل بـ” انقطاع في الحبل الشوكي”.
” مصلحتي خلتني اتنازل كثير”.. كلمات كان يرددها الطفل المصاب بـ” انقطاع في الحبل الشوكي”، ويدعي ” محمد مصطفي شحات”، يبلغ من العمر15 عامًا، عقب وقوع مشادة باستمرار مع عامل بمخبز فينو بقرية سلوا في أسوان.
لم يتوقع ان تنازله عن حقه سيصل بإصابته بـ” انقطاع في الحبل الشوكي”، خاصة أنه طفل يسعي أن يصرف عن أحواله دون اللجوء إلى أسرته
شقيق الطفل
ويقول عبدالله مصطفى شحات، شقيق الطفل، أن ترجع تفاصيل الواقعة عقب وقوع مشادة كلامية بين شقيقه وعامل بالمخبز الذي يعمل به محمد، وبعد تكرار المشادة قام عامل المخبز بإلقاء الطفل داخل العجانة دون رحمه وتشغيلها والتوجه للخارج، وتعامل مع تلك الطفل على أساس “عجينة”، دون إنسانية.
وأضاف مصطفى في تصريحات خاصة لـ” بوابة الشعب الاسوانى “، أن شقيقه دائمًا كان بيسرد مشاجرته مع تلك العامل باستمرار، ونحن كنا نردد استحمل جميع الوظائف كذلك وعشان مصلحتك”، موضحًا بعد صراخ الطفل داخل الفرن علي الفور قام العمال الآخرون بغلق العجانة واستخراجه واستطاعه أن ينقذ حياته.
وأوضح شقيق الطفل، أن صاحب المخبز قام بتوصيل الطفل إلى المستشفى بسيارة نصف نقل، ولم يخطر هيئة الإسعاف لنقل الحالة وإنقاذها، ولا أسرة الطفل، قائلًا” لم أخونا أتاخر عن موعد رجوعه، سألنا صاحب المخبز كان رده شقيقك مرضي وعلى الفور تم توجيه للمستشفى المجاورة وبعد إجراء الفحوصات تبين أن لديه فيروس كورونا المستجد، وتم منع الزيارة عنه”.
وأوضح أنهم على مدار يومين، وبعد بحث كثير لم يعلمو مكان تواجد الطفل، رغم توجهم للمستشفى ولكن صاحب المخبز كتب اسمه بالخطأ في الكشوفات المتواجدة داخل المستشفي، ولكن والدته لم تستلم وظلت يومان تبحث عن ابنها، ولكن صاحب المخبز أخبرها أن ابنها وقع عليه الصاج وهم غير مسؤوليين وطالب بتوقيع محضر مفاده أن الواقعة قضاء وقدر.
وأشار:” ولكنها رفضت التوقيع حتى تراه، وبعد معرفتها حقيقة الواقعة بالتفصيل من ابنها حررت محضر ضد صاحب المخبز في مركز شرطة كوم أمبو، رقم المحضر 3981 إداري مركز كوم أمبو لسنة 2020″.
وأكد:” على أنه لم يكن الخلاف الأول بينهم، ولكن حدث موقف سابق أثناء نوم شقيقه داخل الفرن قام العامل باشعال النيران الفرن عليه، فضلًا عن أنه سكب المياه عليه، ولكنهم لم يتوقعوا صعود المشكلات بينهم لهذه الدرجة”.
وتابع :” أن تلك الواقعة التي تعرض لها شقيقه أسفر عن اصابة عديدة بداخله من إبرزها كسور متوزعه في الجسم، وفي الكتف الأيمن، وكسر في الفقرة السابعة والثامنة، وتقطع في جبل النخاع الشوكي، مضيفًا حتى الآن ليس لديهم معلومات كاملة حول الحالة الطبية للشقيقة، ولا أحد يفيدهم من الأطباء”.
أقارب الطفل
ومن جانبه أوضح محمد عبد الرازق أحمد، أحد أقارب الطفل، أن صاحب المخبز لم يتعامل مع الطفل بشكل جيد حيث تم نقله عبر سيارة نصف نقل، وذلك ساعد في تدهور حالته الصحية، نظرًا أن المسافة بين قرية سلوا بحري إلي مدينة مدينة أسوان تقارب 50 مترًا”.
وقال عبد الرازق، في تصريحات خاصة لـ”بوابه الشعب الاسوانى “، أن رغم عدم استقرار حالة الطفل الصحية وخطورة حالته الصحية، إلا أن قسم العظام بمستشفى أسوان الجامعى كتبوا له خروج”، موضحًا أن سرعان ما تدخل اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، باستمرار تواجد الطفل وتوفير العلاج الكامل له.
ووجه أحد أقارب الطفل، شكره للمحافظ أسوان، علي سرعة الاستجابة وانقاذ حالة الطفل، فضلًا عن توجيه تهمة لإدارة مستشفى أسوان الجامعي، بالتقصير اتجاه الطفل من حيث سوء المعاملة، وعدم صرف العلاج له رغم تدهور صحته”، وليس لديهم دراية بتفاصيل الحالة الصحية للطفل.
مطالبًا:” من المسؤوليين بسرعة التدخل لمعاقبة العامل وصاحب المخبز، والأخذ بـ”القصاص”، مع توفير الخدمات الطبية الجيدة التي تساعد في استقرار حالته الحصية”.
النائب العام
أمر المستشار حمادة الصاوي النائب العام بحبس المتهم بالشروع بقتل طفل داخل عجان المخبز الآلي بأسوان، وذلك احتياطيا على ذمة التحقيقات، حيث تلقت النيابة العامة بلاغا من الشرطة في الثامن من شهر أغسطس الجاري، وذلك بإصابة الطفل محمد مصطفى شحات البالغ من العمر خمسة عشر عام من جرَّاء حادث وقع له بالمخبز محل عمله بناحية سلوا بحري بمركز كوم أمبو بمحافظة أسوان، ونقله إلى المستشفى لتدهور حالته الصحية.
وقد أسفرت تحريات الشرطة عن تعدي المتهم “محمد فراج” على الطفل المجني عليه بوضعه بإناء العجين بالخباز الآلي بالمخبز وتشغيله، مما أصاب الطفل بإصابات بالغة قاصدًا إزهاق روحه.
وسألت «النيابة العامة» والدَيِ المجني عليه فشهدا بعلمهما من نجلهما أن المتهم وضعه بالإناء المذكور أثناء تشغيله على إثر خلافات بينهما؛ لعدم رغبة المتهم في استمرار المجني عليه بالعمل بالمخبز ، كما سألت الطفل المجني عليه فشهد بتعدي المتهم عليه بعد طلبه منه الكف عن ممازحته قاصدًا إزهاق روحه، وشهد مالك المخبز في التحقيقات بتبيلغه أولًا بتعرض المجني عليه لحادثٍ عرضيٍّ داخل المخبز أحدث إصابته، ثم بتاريخ الثاني عشر من شهر أغسطس الجاري راجع كاميرات المراقبة المثبتة بالمخبز فشاهد وضع المتهم المجنيَ عليه داخل الخباز الآلي وتشغيله.
وشهد كذلك عامل بالمخبز بإبصاره المجني عليه داخل الإناء المذكور بعد سماعه صراخه، ففصل التيار الكهربائي عن الخباز وسارع بإسعاف المجني عليه، ثم شاهد لاحقًا بكاميرات المراقبة بالمخبز واقعة تعدي المتهم على المجني عليه على نحو ما تقدم.
بينما استجوبت «النيابة العامة» المتهم ووجهت إليه اتهام الشروع في قتل المجني عليه، فأنكر ما نُسب إليه من اتهام مدعيًا حدوث إصابة المجني عليه لارتطامه بلوح حديديٍّ بالمخبز وسقوطه عليه.
وشاهدت «النيابة العامة» اللقطات المصورة للواقعة بكاميرات المراقبة بالمخبز، فتبينت منها حملَ المتهم المجنيَ عليه عنوةً ووضعه بإناء العجين بالخباز الآلي وتشغيله، ثم محاولة آخرين انتشال المجني عليه وإسعافه لاحقًا.
هذا، وقد أمرت «النيابة العامة» بحبس المتهم احتياطيًّا أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وأمر القاضي الجزئي بمدِّ حبسه خمسةَ عشَرَ يومًا احتياطيًّا، وجارٍ استكمال التحقيقات.