كشف الغموض:خبير أوبئة أمريكي بارز يذكر 9 إجراءات حكومية وراء انخفاض حالات الإصابة بفيروس كورونا في الهند
سادت العالم حالة من الحيرة بشأنالكيفية التي تمكنت بها الهند من خفض انتشار حالات الإصابة والوفاة بفيروسكوفيد-19 بشكل كبير على مدار الأشهر القليلة الماضية، حتى أن بعض الخبراء وصف الأمر بأنه “لغز”، لكن العالم الأمريكي يانير بار-يام قال إن الفضل في ذلك يعود إلى الحكومة لقدرتها على تحديد نقاط القوة لديها والاستفادة منها للحد من انتشار العدوى.
قال بار-يام، وهو عالم متخصص في التحليل الكمي للأوبئة، إن عوامل مثل الجهود الناجحة التي تمت في السابقللاستجابة للأوبئة، وخفض معدلات التحضر للحد من السفر والانتقالات في المجتمع، والسياحة المحلية،كانت عوامل مهمة في تخفيف آثار فيروس كوفيد-19.
لكنه أشار إلى أن الإجراء الذي سارعت الحكومة باتخاذه والمتمثل في “تقييد/تنظيم الحركة لتعزيز الصحة العامة من أجلمواجهةالوباء”، كان على نفس القدر من الأهمية حيث يبدو أن الهند قد فعلت ما يكفي للنجاح في الحد من تأثير الفيروس.
في سبتمبر من العام الماضي، بلغت حالات الإصابة المؤكدة ما يقرب من 100 ألف حالة يوميًا، لكن هذا الرقم انخفض إلى ما يقرب من 12 ألف حالة حيث تمكنت البلاد من خفض معدلات الزيادة في الإصابات، كما انخفض معدل الوفيات بشكل حاد.
وسلط بار-يام الضوء على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة قائلاً إن قرارات فرض القيود الصارمة على السفر، ومنع التجمعات، والإغلاق المحلي الموجه، وإغلاق المدارس، قد أثبتت فعاليتها بشكل خاص في السيطرة على تفشي المرض. وأضاف أن من بين الإجراءاتالرئيسية الأخرى التي أسهمت في ذلك كان هناك إجراءاتتعزيز وسائل الاتصال العامة، وتحسين أساليب تشخيص حالات الإصابة، وزيادة معدلات إنتاج الأقنعة وغيرها من مستلزمات الوقاية الشخصية، وتعزيز القدرة على إجراء اختبارات الفحص.
وقال بار-يام إن نجاح الهند أظهر أن الوقت والسفر عاملان أساسيان في السيطرة على الأوبئة. كتب يقول: “الدرس الذي نتعلمه من الهند هو ضرورة ’وضع قيود على السفر في المناطق التي توجد بها حالات إصابة، وعزل الحالات المصابة وعدم السماح لها بنقل العدوى‘ “.
في ورقة بحثية نُشرت على موقعه على الإنترنت endcoronavirus.org، ذكر تسعة إجراءات حكومية رئيسية مكنت الهند من خفض العدوى وهي:
1. تقسيم البلاد إلى ثلاث مناطق – حمراء وبرتقالية وخضراء –لإجراء عمليات الإغلاق المحلية باعتبارها الخطوة الأكثر فاعلية التي اتخذتها الحكومة في أبريل الماضي. وبينما تم فرض قيود صارمة في المناطق المتضررة، كان هناك رفع جزئي للقيود في المناطق غير المتضررة، إلى جانب فتح بعض القطاعات لمواجهة التحديات الاقتصادية.
2. وكان فرض قيود على السفر هي الخطوة الثانية الأكثر أهمية، حيث تم تنظيم السفر من خلال إصدار تصريح مرور إلكتروني مع اتخاذإجراءات للفحص على حدود الولايات في جميع أنحاء البلاد. وقال إن تنظيم السفر يستمر حتى عام 2021 حيث لم يتم إلغاء إجراءات تنظيم السفر بشكل كامل.
3. تطبيق استراتيجية فعالةلعزل الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بفيروسكوفيد-19وتتبع المخالطين لهم، ووضع المخالطين الأساسيين ممن يشكلوندرجة خطورة عالية في الحجر الصحي.
4. أغلقت الحكومة جميع الكليات والمدارس لفترة طويلة، وبدأ مؤخراً إعادة فتحها جزئياً، وذلك مع انخفاض أعداد الإصابات بدرجة كبيرة في الآونة الأخيرة.
5. وسلط بار-يام الضوءعلى الدور الذي لعبه قطاع الصناعة الهندية والذي قال إنه استجاب بشكل لم يسبق له مثيل من خلال إنتاج الأقنعة ومستلزمات الوقاية الشخصية بوتيرة كبيرة ليس فقط لتلبية احتياجات البلاد، ولكن أيضًا للتوريد إلىدول العالم المختلفة.
6. كان بالهند مختبر واحد يمكنه إجراء اختبارات RT-PCR للكشف عن الإصابة بفيروسكوفيد-19، فأصبح لديها أكثر من 2300 مختبر، وقد استطاعت تحقيق ذلك خلال فترة زمنية قصيرة مما أدى إلى تقليل الفترة الزمنية اللازمة للإبلاغ بنتيجة الاختبارات، كما دعم استراتيجية العزل والحجر الصحي.
7. أطلقت الحكومة مبادرة كبرى لزيادة الوعي العام بشأن مخاطر كوفيد-19، تضمنت توفير نغمات الاتصال التحذيرية على الهواتف وفرض غرامات كبيرة لعدم ارتداء الكمامات، مما يعني أن السكان أصبحوا يتقبلون بشكل أكبرالتوجيهات والقيود المفروضة.
8. أشاد العالم الأمريكي أيضًا بالاستجابة للوباء في المناطق الحضرية عالية الكثافة، والتي شكلت التحدي الأكبر، لكن فرض عمليات إغلاق موجهة، ووضع قيود على السفر، وتسريع إجراءات الكشف عن الإصابة،وتعزيز وسائل الاتصال، كلها عوامل ساعدت في الحد من انتشار المرض.
9. وقال إن حملة التطعيم، والتي تعد الأكبر في العالم، من المتوقع أيضًا أن يكون لها تأثير كبير ومتزايد على مكافحة تفشي الوباء في الهند.